بسم الله الرحمن الرحيم
أخواتي في الله اخترت لكنّ قصة من كتاب “أفكار من وحي الحياة ” للكاتب -عبد الرحمن النهار- و ان شاء الله تعجبكم
عنوان القصة : كأس أم بحيرة
في أحد الأيام، شعر شاب صغير بعدم الرضا عمّا يحدث من أمور حوله، فذهب الى معلمه ليعبّر عن مرارة تجاربه السيئة و معاناته. نصحه المعلم بأن يضع حفنة من الملح في كأس من الماء ثم يشربها. ففعل ذلك…سـأله المعلم : “كيف وجدت طعمه؟” قال الشاب و هو يبصق: ” انه مالح جداً!”
ضحك المعلم ضحكة خفيفة، ثم طلب منه أن يأخذ نفس حفنة الملح و يضعها في البحيرة …و سار الاثنان بهدوء نحو البحيرة ، و عندما رمى الشاب حفنة الملح في البحيرة قال له المعلم : “و الآن اشرب من البحيرة ” و أثناء ما كانت قطرات الماء تسيل فوق ذقنه سأله : ” كيف تستطعمه؟” قال الشاب: “إنه منعش” فسأله المعلم: “هل استطعمت الملح؟” ردّ الشاب :”لا”.
و هنا نصح المعلم الشاب الصغير قائلاً: “إن آلام الحياة مثل الملح لا أكثر و لا أقل، فكمية الألم تبقى نفسها بالضبط ، و لكن تعتمد المعاناة التي نستطعمها على السعة التي نضع فيها الألم ..لذا ما يمكن أن تفعله عندما تشعر بالمعاناة و الآلام، هو أن توسّع فهمك و إحساسك بالأشياء.
لا تكن مثل الكأس ، بل كن مثل البحيرة.