الرئيسية / كنوز ودفائن الارض / ينبع قبل مائة ألف عام

ينبع قبل مائة ألف عام

اشترك ليصلك كل جديد على الواتس : اخبار . اخبار رياضه , اخبار الوظائف

 ارسل كلمة اشتراك 0532133393

.

لا أعلم بدقة كم عدد المواقع الأثرية التاريخية في محافظة ينبع (مسقط رأسي) ولكني أعلم -يقيناً- أن ينبع بشطريها (النخل والبحر) تضم مواقع أثرية وتاريخية، موغلة في القدم، بعضها مطمور، وبعضها ظاهر، وبعضها عليه كتابات ونقوش قديمة، تُعد ثروة تاريخية لا تقدر بثمن، كان آخرها -وأرجو ألا يكون أخيرها- اكتشاف موقع أثري فيها يعود لنحو مائة ألف عام، يرجع إلى العصر الأشولي المتأخر، وبداية العصر الحجري المتوسط، وهو على شكل أرض مستوية بالقرب من شرم البحر (تربة رملية) فيها بعض الأحجار السود المختلفة الأحجام، وعليها آثار للتصنيع، إلى جانب بعض الأدوات الحجرية الأخرى، وفقاً لما أعلنه المدير العام لمركز الأبحاث في وكالة الآثار والمتاحف رئيس الفريق العلمي للكشف الأثري (الدكتور ضيف الله بن مضيف الطلحي) (صحيفة الحياة، ع15824، 7 رجب 1427هـ، الصفحة الأخيرة) وبذلك ينضم هذا الموقع إلى أكثر من (4000) موقع أثري في المجتمع السعودي، كشفت عنها وكالة الوزارة للآثار، ضمن برامج المسح الأثري الشامل (بدأ عام 1397هـ/ 1976م على حدّ علمي).
فتحتُ عيني في ينبع وحولي معالم أثرية تاريخية، لعل أبرزها «جبل رضوى» الذي شهد لقاء تاريخياً بين المؤسس والباني (الملك عبدالعزيز رحمه الله) والملك فاروق (ملك مصر يومذاك) وقد تحدث عنه علامة الجزيرة العربية (الشيخ حمد الجاسر) رحمه الله في كتابه الشهير «بلاد ينبع: لمحات تاريخية وجغرافية وانطباعات خاصة» حيث نقل عن بعض المستشرقين «أن ينبع كانت معروفة قبل الإسلام، بل قبل ميلاد المسيح عليه السلام، وكانت تُسمى في كتب اليونان القديمة Nera أو egra».
الدكتور الطلحي قال: «إن أهمية هذا الموقع تنبع من كونه أول موقع ينتمي إلى هذه الفترة المبكرة على البحر الأحمر، كما أنه يعمق فكرة تنقل الإنسان القديم في مختلف مناطق الجزيرة العربية».
المواقع التاريخية الأثرية في المجتمع السعودي، يُستحسن أن تلقى مزيداً من العناية والحماية، ونظام الآثار السعودي (ظهر عام 1392هـ) أرى أن يُعاد النظر فيه، وفق معطيات واقع المجتمع السعودي، وحاجته إلى وضع لوائح جديدة، تهتم بالمواقع الأثرية التاريخية، وتسعى لتعزيز صيانتها، وإدارتها، وفحصها فحصاً علمياً بوسائل التقنية (التكنولوجيا) الحديثة، فكل الحكومات تحمي ما لديها من آثار تاريخية، وقسم المتاحف في جامعة الملك سعود بالرياض (تأسس عام 1398هـ/ 1978م) في حاجة إلى مراجعة خططه وبرامجه، ليساير متطلبات العصر، وينبغي أن تفعل «الجمعية التاريخية السعودية» متمنياً أن يرى الناس قريباً «متحف ينبع» المزمع إقامته ضمن المتحف الوطني بمدينة الرياض، والشكر للسيد «ستيوارث مكمن» المقيم في محافظة ينبع، الذي دل على هذا الموقع الأثري.

عن كنوز ودفائن الارض

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *