يقع على مساحة 625 مترا مربعا ويحكي قصة حضارة المدينة القديمة
قصر إمارة نجران التاريخي الذي يعكس تاريخ المنطقة.
أضحى ”قصر إمارة نجران التاريخي” مكاناً يجمع الحرفيين في المنطقة، حيث يحتضن 750 حرفياً وحرفية. ويعكس ”القصر” روعة بناء قديمة، وفن معماريا تراثيا أصيلا، يحاكي الطراز العمراني الذي تشتهر به منطقة نجران، وهو من ضمن مواقع أثرية تشتهر بها المنطقة.
ويحكي ”القصر” الذي يقع على مساحة تقدر بنحو 625 مترا مربعا، قصة حضارة مدينة نجران، إذ يقع في نجران القديمة أو ما يعرف بـ”أبا السعود”، وبالقرب من الضفة الشمالية لوادي نجران العريق تحيطه أشجار النخيل الباسقة، حيث بدأ العمل في إنشائه في عام 1361هـ وانتهى العمل منه في عام 1363هـ.ويضم القصر (بحسب وكالة الأنباء السعودية) الذي صمم كقلعة عسكرية 60 غرفة موزعة على طوابق عدة يضم مسجداً مبنيا من اللبن والقش وسعف النخيل وغرفة المؤذن وغرفة المحكمة، وكذلك خمس غرف استخدمت كمكاتب رسمية علاوة على مجلس الأمير الذي خصص لاستقبال الضيوف والمناسبات الرسمية والخاصة وغرفة الطعام وغرفة إعداد القهوة وغرفة كمخزن.كما اشتمل القصر على سبع عشرة غرفة تشمل غرفا سكنية وغرفا لمستودع الأطعمة والأدوات، إضافة إلى أربع غرف لمستودعات المواشي، كما حوى القصر 12 غرفة. وفي فناء القصر بئر قديمة ترجع إلى عصر ما قبل الإسلام طوى الجزء السفلي منها باللبن المحروق، بينما أكمل الجزء العلوي منها أثناء عملية الترميم الأخيرة التي نفذتها الهيئة العامة للسياحة والآثار وغطيت بأسياج حديدية تمنع سقوط الأشياء فيها وتسمح لزوار القصر بمشاهدة ما بداخلها ويعتلي سور القصر المرتفع أربعة أبراج على أركانه الأربعة تتميز بشكل دائري تسمى القصبات كانت تستخدم لحراسة القصر آنذاك. وبعد إخلاء القصر عام 1387هـ هـ وهو العام الذي انتقلت فيه إمارة نجران إلى موقعها الجديد تم إعادة ترميمه مرة أخرى وتمت عملية ترميمه الأولى بنفس طراز تصميمه الذي بني عليه عند إنشائه وتأثيثه وفق تراثه القديم حتى أصبح نموذجاً يجمع بين تراث الماضي وأصالة الحاضر. وفي عام 1429هـ، وبعد التحاق جميع المواقع التراثية والأثرية في نجران بالهيئة العامة للسياحة شرعت الهيئة في تهيئة بعض ساحات وملحقات قصر الإمارة التاريخي في منطقة نجران ليكون موقعًا ملائمًا لمزاولة وعرض الحرف والصناعات اليدوية ومعلمًا تراثيًا يسهم في جذب مزيد من السياح للمنطقة.وأوضح صالح بن محمد آل مريح مدير الهيئة العامة للسياحة والآثار في نجران، أن أعمال الترميم جرت باستخدام الخامات الأولية كالطين والأحجار لإزالة التشققات والتهتكات التي طالت جدران القصر، إضافة إلى ردم الأرضيات بالأحجار الطبيعية وترميم الأسقف بالأخشاب وجريد النخل، وذلك للمحافظة على النمط التراثي الأصيل للقصر. وأشار إلى أن ”الهيئة” حولت القصر إلى مقر للحرفيين في المنطقة، حيث يبلغ عدد العاملين في الحرف والصناعات اليدوية في نجران 750 حرفياً وحرفية يجيدون مزاولة عديد من الحرف اليدوية من أهمها: صناعة الخناجر والسيوف، وتلبيس الخناجر والسيوف، والصناعات الحديدية التقليدية.