زيارة الاثار الغريبة دائماً ممتعة لكن ليس افضل من رحلة يقودها خبير في الآثار,فكيف اذا كان
مضيفنا ومرشدنا هو المشرف على التنقيب في الموقع ممضياً 3 سنوات بين آثاره وهنا ينطبق المثل: على الخبير عثرت.
كانت دعوة كريمة من الأستاذ الدكتور عبدالعزيز الغزي لمعاينة هذه الآثار الغريبة والتي يعد اكتشافها حلقة مهمة لفهم تاريخ الجزيرة العربية وسيغير هذا الكشف من كثير من المفاهيم حول استقرار الانسان وحضارته في وسط الجزيرة العربية.وسيتم نشر نتيجة هذه الأبحاث قريباً في كتاب يصدر عن دارة الملك عبدالعزيز..
تقع هذه الآثار في منطقة فرزان.و فرزان هي تلال (حزوم) تقع في مدخل منطقة الخرج من الشمال وهذه التلال تشرف على وادي نساح وتطل على منخفض”جو” ومنها ترى معالم الخرج بسهولة تشاهد نخيل السلمية واليمامة شرقاً ومرتفعات الدام حيث العيون جنوباً ومزارع الهياثم والمنصف غرباً.
هذه الآثار ظاهرة على الأرض ويعرفها أهل المنطقة منذ القدم لكن لم يعرف كنهها بالضبط حتى تم تنقيب المنطقة من قبل فريق د.الغزي
كان أول من لفت الانتباه الى وجودها هو فلبي عام 1336هجري,كان فلبي في رحلة استكشافية مدعومة من الملك عبدالعزيز وعنما قابل فلبي الامام عبدالرحمن لوداعه أوصاه الامام بتفقد عين فرزان وقنواتها ليبدي مقترحاته حول استغلالها ولوقوع العين قرب الآثار فقد وقعت عينا فلبي على هذه الركامات الحجرية الدائرية مصادفة وبالطبع قدّر أهميتها لكنه ظنها آثار مساكن ولم يخطر بباله أنها مقابر حتى قدمها في الجمعية الجغرافية الملكية فصحح له هوقارث هذا الخطأ بناءً على خبرة الأخير في مشاهدة قبور مشابهة في البحرين.
هذا الموقع بعد اتكشافه أثرياً من قبل الدكتور الغزي قد يعيد كتابة تاريخ الجزيرة العربية في فترة ماقبل التاريخ.كانت النظرية السائدة انه لم يكن في نجد أي حضارة او مستوطنات دائمة بل مجرد أناس يعيشون على الصيد او مساكن حجرية موسمية.وكان يظن ان حضارات شرق الجزيرة هي الأولى في الظهور.لكن آثار فرزان كما اوضحت اعمال التنقيب تشير بصورة واضحة الى حضارة مستوطنة و مهمة وقوية في الألف الرابعة قبل الميلاد.