مجلة دليلي
أحمد الغنام
استوقفني خبر نشره خبراء الأمم المتحدة في موقعهم الالكتروني الرسمي يتحدثون فيه: عن الكنوز الفنية في الدول الاستوائية المعرضة للتهديد بسبب تغير المناخ الذي يرجح أن يعجل بتلفها. وقال بيان للأمم المتحدة إن معظم التراث الثقافي في العالم صنع من اللوحات الزيتية على القماش أو الخشب أو الورق أو الجلد والتي في ظروف الدفء والرطوبة الطويلة تجذب العفن والكائنات الدقيقة والحشرات وتتسبب في التعفن والتحلل. وقال راميريز إن الكثير من المتاحف وخاصة في الدول الاستوائية تفتقر حتى إلى تكييفات الهواء لحماية المقتنيات سواء من الرسوم أو الفنون الأخرى من التغيرات المحتملة في ظل الرطوبة وتغير درجات الحرارة.
سرحت.. كثيرا في تصور أبعاد حدوث ذلك عاجلا وامتدادها للمناطق المدارية والجافة، دارت أسئلة كثيرة في مخيلتي لا تتوقف، ماذا لو تلفت أعمال الراحل عبدالحليم الرضوي، أو أعمال الراحل محمد السليم ، ماذا نفعل، ماذا نأمل؟! ماذا لو تلفت الأعمال الخطية الخالدة لطاهر كردي، ماذا لو تلف متحف الرائدة صفية بنت زقر، ماذا.. وقبل أن أكمل استفقت، أخذت نفسا عميقا وحمدت الله أن ذلك كان مجرد حلم، لتبادرني أسئلة مملوءة بالغصة، هل المناخ وحده مهدد لكنوزنا؟ هناك أيضا أناس مخربون مهددون لكنوزنا، عابثون، سارقون، هناك لوحات وكنوز فنية تقبع في المستودعات تفتقد لكل وسائل السلامة والحماية، هناك أيضا تهميش لقيمة فنوننا من مسؤولين وجمهور، هناك فن يحتضر خوفا من بقائه بعيدا عن والده الحقيقي.
هذا وبعد مرور أكثر من أسبوعين من نشر الخبراء لتصريحهم، مر مرور الكرام كأن أحدا لم يعلم بالكارثة الآتية، كنوز فنية معرضة للعفن، والاندثار.
لا ي هم!!
