الرئيسية / قصص وروايات / قصة عندما يحين اللقاء

قصة عندما يحين اللقاء

هما أسرتان متجاورتان ، والدتان تلدان في نفس الوقت وفي نفس الغرفة تتذكران ما مر بهما من معاناة وما مرت به صداقتهما من محن ح تتذكران أثناء عودتهما من المدرسة الثانوية يقابلهما رماد منزلهما المهدم وجثث أسرتهما يفكران بما سيحل بهما وهما فتاتان أسيكون مصيرهما الشارع؟ وتنهش لحومهما كلاب الشوارع الضالة أم سيسيران في الطريق الصعب طريق المعاناة والألم فتاتان غيرهما في نفس ظروفهما كانتا سيختاران أسهل طريق لجلب المال ولكن لحسن خلقهما سلكا الطريق الشاق عملتا في أعمال شريفة كثيرة حتى وفقهما الله وقابلا شابان مثلهما تزوجا بهما وكان يوم زفافهما من أجمل أيام عمرهما وبعدها عاشا أسعد أيام عمرهما وهنا رجعا بذاكرتهما مرة ثانية عندما سمعا صرختا ولادة أجمل طفل وطفلة وأجمل وأشرف قصة حب بين سهام وهشام عندما أبصرا بناظريهما على بعضهما ونشئا سويا في بيئة طاهرة سوية مع أسرتان يتقيان الله حق تقاته فيهما، ظلا يكبران أمام أعين أسرتهما عاما وراء عام وحبهما يكبر معهما حتى ظهور نتيجة الثانوية العامة وكانا من المتفوقين إلا أنهما قررا دخول كلية الحقوق حتى يدافعوا عن المظلومين أمثال والدتيهما اللتين كانا يسكنا في مساكن الإيواء دون أن يحصلوا على شقة بعد سقوط منزلهما لأنهما لم يجدا من يدافع عنهما ، وبالفعل دخلا فيها وقررا التفوق وهذا ما كان يقلق الاخرين فكل منهما تعرفا على أصحاب جدد وهنا حدثت المفارقة فكما نقول يجب أن نختار الصديق الحقيقى ولكن هشام لم يختار الأصدقاء الكفء له لقد أختار جماعة لا يهمها سوى المال والأطماع فشعارها العام : المادة والأنانية ولوعلى حساب الأخرين أنخدع فى مظهرهم المخادع الذ و هو عكس حقيقتهم ، أما سهام أختارت أمثالها في الطباع بل وغيرتهم للأفضل أما هشام تدحرج إلى طريق لن يكن له نهاية سوى الحسرة والندامة وماذا بعد الندامة حاولت سهام إرجاعه عن طريقه إلا أنه كان يصر ويعند أكثر لكي يفرض رأيه عليهم ويثبت رجولته كانت قطرات من اللؤلؤ تحاول السقوط من أعين سهام تلك الفتاة التي أثبتت أن الخير يمكن أن يتجسد في شخص فقررت بعد يأسها من إقناعه أن تصارح أسرتهما بما يفعل وأيضا بائت محاولتهما بالفشل ، وكان أحد أصدقائه يُحب سهام وكان يعلم بحبهما لذا كان طوال الوقت يحاول التوقيع بينهما وبالفعل لضعف هشام نجح صديق السوء في خطته، وحاول بعدها التقرب منها إلا أنها رفضته وبشدة وهددته إذا لم يبتعد عنها ستخبر هشام إلا أنه لم يصغ لها وحاول معها مرة ثانية فقررت إخبار هشام إلا أنه لم يصدقها وأعتقد أنها تغار عليه من صديقه وأزدادت علاقتهما سوءا فابتعدت عنه نهائيا وقررت السير في طريقها بعيدا عنه والدفاع عن الفقراء أما هشام فأقنعوه أصدقاء الندامة بأن المال هو كل شيء وبأنه يجب عليه أن يكون مستقبله لكي يؤمن نفسه فصغى لهم وأنصاع لرغباتهم متخلي عن كل مبادئه التى تربى عليه وكان كل يوم يتحول أكثر وأكثر لإنسان أناني وكانت سهام تذداد حسرة وخيبة أمل على حب عمرها الذي ضاع يالا الألم الذي يعتصر قلبها أبعد كل هذا الحب يبتعد عنها ويتركها؟ يترك ملاك حياته أيترك تلك الجوهرة الثمينة ؟ إلا أنها قررت أن تُخفي مشاعرها وتمضي في طريق الدفاع عن الضفاء وأصبحت من أشهر المحامين الشرفاء أما هو فأصبح من أشهر المحامين المدافعين عن المجرمين ولم يكتف أصدقائه بذلك بل علموه تناول المخدرات .

ذهب أحد تجار المخدرات إلى سهام لكي تدافع عنه إلا أنها رفضت فقرر الأنتقام منها فدبر لها مكيدة : تهمة تزوير أوراق ، بدسها داخل مكتبها وبالفعل نجحت المكيدة وقُبض عليها ، فعلم هشام فقرر الدفاع عنها إلا أنها رفضت وبعد محاولات وافقت وبالفعل أثبت برائتها إلا أن ذلك لم يغير شيء من مشاعر الغضب تجاهه ورفضت محاولات الرجوع حتى يأس من رجوعها وفى إحدى الأيام التى كان حزينا على فراقها أُغشى عليه وذهب للمشفى ، وذهب إليه أسرته وسهام وأسرتها اعتقدوا أولا أنها حاة نفسية ولكن لم يكن الأمر كذلك حيث خرج أحد الأطباء برأس منكس والدهشة تعم الجميع وأسئلة تدور بالرؤس ماذا يحدث ؟ لما الحزنعلو وجه الدكتور وفجأة توقف الحديث داخل العقول عندما تكلم الطبيب وقال الصدمة الكبرى التي جعلت سهام كادت أن يُغشى عليها فلم تتذن لنفسها إلا عندما أعادت كلام الطبيب على أذانها مرة ثانية بأن هشام مريض بسرطان الصدروأنه يحتاج للتحدث مع سهام فقررت تمالك نفسها حتى لا يراها هكذا، فدخلت سهام إليه وهي تكاد لا تستطيع الحراك ودموعها تنهمر من عينيها ولكن تحاول أن تتمالك نفسها ، وبدأ الحديث عن هروب أصدقائه عندما سمعوا بما حدث له نتيجة للمخدرات والشيشة والسجائر بسببهم وطلب منها أن تسامحه إلا أنها قالت له : أنها لم تغضب منه يوم بل كانت تحزن عليه فتصافحا وظلا يتذكران طفولتهما سويا ويتذكران حياتهما وحبهما حتى نسى ما به من ألم وقرر أن يتمسك بالحياة من أجل أن يبقى بجوارها ويصحح ما أخطأ به ويعود هشام كما عرفوه وربوه ، وظلت الأسرتان تدعوا الله بأن يتمم شفائه على خير وأستجاب الله لدعائهم وشفاه من ذلك المرض الملعون فقرر هشام أن يوحد جهوده مع سهام في الدفاع عن المظلومين وقررا أن يتزوجا ويكللا حبهما بالرباط المقدس لكي يرضوا الله وحددا موعد الزفاف والسعادة تغمر الكل والعروسان يرقصان رقصة فردية سويا والأعين تراقب اللقاء بعد الفراق وسط تلك السعادة كانت عين سهام في عين هشام في قمة السعادة لم تكن سعيدة هكذا من قبل هذه مكافأة كبرى من الله عز وجل إلا أن سؤال خطر ببالها ألهذه السعادة أن تكتمل فكان قلبها يخفق بشدة من الخوف كانت تشعر بأن شيء سيحدث وشعر بها هشام وسألها عما بها إلا أنها لم تكمل ردها ففجأة شعرت بأن شيء يضيق صدرها ودوار شديد وفجأة أغلقت عيناها لأخر مرة على صورة هشام ماتت ذهرة البستان ماتت الملاك وكان شعور هشام لا يوصف في ذلك الوقت ووسط زهول الجميع كانت روح الملاك تحيط بهشام وكأنها تقول له بالفعل أنا الملاك الحارس كما كنت دائما تسميني وهكذا عندما حان اللقاء كان الفراق وليس أي فراق وإنما الفراق الأبدي …..

عن دليلي

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *